زلة لسان عصابة «الأربعة» فى إمبابة ارتكبت 25 قضية سرقة وواحدة قتل.. المتهمون اتحبسوا 5 شهور احتياطياً فى «السرقة».. ومناقشتهم كشفت جريمة القتل

5أشهر قضاها 4 متهمين داخل حجز قسم شرطة إمبابة.. سؤال واحد لا يغيب عن ذهنهم.. يتحدثون بهمس: «تفتكروا رئيس المباحث هيعرف إن إحنا اللى قتلنا الراجل بتاع الوراق؟»..

يرد المتهم الرئيسى: «المباحث إزاى هتعرف إن إحنا اللى قتلنا وإحنا دخلنا الحجز بعد الجريمة بشهرين فى قضية سرقة عادية.. يعنى الجريمة كانت فى شهر أكتوبر الماضى.. وإحنا اتقبض علينا فى شهر ديسمبر».

المتهمون الأربعة تخصصوا فى جرائم السرقة بالإكراه فى عدة مناطق بالجيزة.. ارتكبوا 25 واقعة سرقة فى مناطق الوراق وإمبابة والعجوزة والهرم.. ارتكبوا أيضاً جريمة قتل وشرعوا فى قتل 6 آخرين بينهم طفل خلال فترة نشاطهم الإجرامى الذى بدأ أواخر 2011.. هكذا أكدت تحريات المباحث التى جرت بمعرفة اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعقيد درويش حسين مفتش مباحث شمال الجيزة.. وأيضاً ما تضمنته اعترافات المتهم الرئيسى أثناء مناقشته قرابة 5 أشهر عقب إلقاء القبض عليه فى واقعة سرقة سيارة بالإكراه أعلى الطريق الدائرى بمنطقة الوراق.

المتهمون الأربعة تم عرضهم على 5 نيابات جزئية وصدرت لهم قرارات حبس، وتم تجديد لهم تلك القرارات وذلك أثناء مناقشتهم أمام ضباط المباحث فى تلك الفترة التى استغرقت 5 أشهر، واعترف خلالها المتهم بارتكاب 25 واقعة سرقة بالإكراه وسطواً مسلحاً بالاشتراك مع باقى المتهمين وأثناء عرضهم قال لهم أحد الضباط: «التتبع الجغرافى لهواتفكم المحمولة أكد أنكم كنتم فى الوراق يوم جريمة القتل وتحديداً فى نفس المكان اللى اتقتل فيه الراجل».. ولم يجد المتهمون سبيلاً إلا الاعتراف بالجريمة لتضاف إلى جرائم السرقة جريمة قتل قد تقود المتهمين إلى «حبل المشنقة».. زلة لسان أحدهم أثناء الاستجواب جعلت الضابط الشاب يربط بين مكان ارتكاب جرائمهم ومكان العثور على جثة موظف داخل سيارته أعلى الطريق الدائرى فى الوراق. يتحدث المتهم «محمد» خلال التحقيق معه عن نفسه وعن الوقائع التى ارتكبها ويشير إلى رأسه ويقول لضباط المباحث إنه اختار أن يحلق شعره هكذا لكى يخاف منه الضحية أثناء سرقته له، وأيضاً يتحدث المتهم عن تكوينه تشكيلاً عصابياً تخصص فى جرائم السطو المسلح، وعن نفسه أيضاً قائلاً: «أنا عندى 22 سنة من منطقة إمبابة، أصلاً من محافظة سوهاج بس أنا عايش فى إمبابة، أنا كنت نجار مسلح وبعدين اتخنقت من الشغلانة، وبعد أحداث ثورة 25 يناير الشغل ماكانش زى الأول أصل أنا كنت بشتغل مع مقاول فى المنطقة، وأثناء عملى اتعرفت على باقى المتهمين وهم كانوا بيشتغلوا معايا».

المتهم الرئيسى: قتلت الضحية بطلقة فى الرأس لأنه قاومنا أعلى الطريق الدائرى فى الوراق

يضيف المتهم قائلاً: «وبعد أحداث الثورة بحوالى 6 أشهر كنت قاعد على قهوة عندنا فى المنطقة وأثناء حديثى مع باقى المتهمين عن ظروف الشغل، واحنا ماكانش معانا فلوس عشان نشترى بيها مخدرات، سمعنا عن وقائع السرقات بالإكراه المنتشرة فى البلد وقتها، اتفقت أنا وباقى المتهمين على تثبيت الناس بالليل فى المنطقة، أول يوم أنا كنت خايف أوى.. اشترينا فرد خرطوش وثبتنا بيه موظف كان راكب توك توك وأخدنا منه هاتف محمول و500 جنيه وساعة وبعد كده قلبى جمد وكررنا الموضوع ده كتير». يتابع المتهم اعترافاته أمام العميد محمود خليل رئيس مباحث القطاع قائلاً: «من حوالى سنة قلنا نسرق السيارات من أعلى كوبرى الدائرى واختارنا فترة الفجر لتنفيذ تلك الوقائع عشان الوقت ده بتكون الدنيا هادية فيه ومافيش فيه مرور ولا شرطة كتير، يبتسم المتهم ويقول «أول مرة نطلع فيها على الدائرى كانت بعد صلاة الفجر على طول وشفنا سيارة ملاكى لانسر، وهددنا قائدها وسرقناه بس أنا كنت اشتريت بندقية آلية، وإحنا بنشوف رخصة السيارة طلعت بتاعة ضابط شرطة، قلنا الحمد لله إن إحنا كنا ملثمين».

يضيف المتهم: «قلبى جمد وكنت مبسوط عشان سرقت ضابط شرطة، وبعدين كنا نسرق السيارة ونروح نبيعها لتجار المخدرات فى إمبابة والوراق وأيضاً فى الإسكندرية، وسرقنا مقابل حصولنا على مخدرات، بعد كده سرقنا أنا وباقى المتهمين حوالى 22 سيارة من بينها سيارات لضباط شرطة ومستشارين ووكلاء نيابة وموظفين». يتوقف المتهم عن الحديث ويعود مرة أخرى للحديث قائلاً: «أنا مرة واحدة اللى كنت خايف فيها، كنا واقفين على الدائرى فى مرة وكانت الساعة 6 صباحاً والكلام ده كان من حوالى 9 أشهر، ولقينا سيارة كيا حمراء اللون تسير بسرعة قطعنا عليها الطريق وأخرجت بندقية آلية وهددت سائقها وشفت منظر مش هنساه، لقيت طفل عمره حوالى 11 سنة يحضن والده ويصرخ سيب لهم «العربية يا بابا.. سيب لهم العربية يا بابا عشان متموتش.. صرخات الطفل لم تؤثر فينا وأطلقنا على المجنى عليه طلقة خرطوش من فرد كان بحوزة المتهم الثانى إبراهيم. ع، مما أسفر عن إصابة الطفل فى ظهره وقام المتهمان الثالث عمر. م، والرابع إيهاب.خ، بفتح باب السيارة وتوثيق الطفل ووالده بالحبال واستولينا على السيارة».

يترك المتهم كلامه عن جرائمه السابقة وينتقل للحديث وبـ«زلة لسان» وبعد مواجهته بتقرير «التتبع الجغرافى» لهاتفه وهاتف باقى المتهمين عن جريمة قتل المجنى عليه محمد حسين، 39 سنة، إخصائى فى شركة بترول الذى تخلص منه المتهم وشركاؤه أعلى الكوبرى الدائرى بمنطقة الوراق: «إحنا كنا ماشيين بسيارة أنا وباقى المتهمين عشان نسرق سيارة عشان كانت الدنيا خربت معانا وماكانش معانا فلوس.. وأثناء سيرنا على الطريق الدائرى شاهدنا المجنى عليه يسير بسيارته نزلنا وقطعنا عليه الطريق.. وهددنا القتيل بالأسلحة الآلية وسرقنا منه ألف جنيه.. وأثناء محاولة إخراجه من السيارة حاول الهرب بالسيارة قمنا بإطلاق الرصاص عليه فاخترقت طلقة رأسه.. بصراحة لقينا ناس كتير جاية على صوت الرصاص.. هربت أنا وباقى المتهمين ولم نتمكن من سرقة سيارة المجنى عليه».

التحقيقات لا تزال مستمرة مع المتهمين الأربعة.. ووجه لهم المستشار أحمد البقلى المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة تهمة القتل العمد وحيازة بندقية آلية وذخيرة وأعدت النيابة قراراً بإحالة المتهمين إلى المحكمة تمهيداً لمحاكمتهم أمام الجنايات بتهمة القتل، وأمام الجنح بتهمة السرقة.