«الجار الخائن» خطف طفل جاره فى الزاوية الحمراء ونصح الأب بدفع 200 ألف جنيه للخاطفين

أنهت محكمة جنايات القاهرة الأسبوع الماضى آثار الغضب والحزن التى انتابت أسرة محام فى منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة.. عقب اختطاف ابن المحامى الذى لم يتجاوز الثامنة من عمره، ودفع الأب 200 ألف جنيه فدية لإعادته.. وتوصل رجال المباحث لهوية الخاطفين، وتم ضبطهم، وتبين أن من بينهم جار الأب.

محكمة الجنايات برئاسة المستشار جمال القيسونى، عاقبت المتهمين الأربعة بالسجن لمدة 15 سنة، وهو ما يعتبره الأب «عقاباً رادعاً» لهم على فعلتهم.
الأب

محمد هاشم التونى، 8 سنوات، ابن وحيد لوالده مع 3 بنات، دفعت الغيرة والجنون والحقد جاره «وائل عزت عاشور»، للاتفاق مع 2 من أقاربه وصديقيه لخطف «محمد» وطلب فدية من والده، وعدم الظهور فى الصورة، فيما كان يقف إلى جوار والده وقت الاختطاف ويطلب منه دفع المبلغ وكأنه يساعده، بينما ينقل الأجواء للخاطفين ليتمكنوا من التفاوض مع الأب.

هاشم: «قال لى ادفع الفلوس والواد هيرجع لك والشرطة مسكت المتهم وشركاءه الأربعة»

روى المحامى هاشم التونى لـ«الوطن» تفاصيل واقعة اختطاف نجله، حيث قال إن المتهم «وائل» راقب ابنه أكثر من 5 أيام أثناء لهوه فى المنطقة مع نجل خاله «أشرف»، وهو المتهم الثانى، واتفق مع خاليه أشرف وأسامة واثنين من أصدقائه على خطف الطفل من المنطقة، وبالفعل اختطفوه بسيارة ثم توجهوا به إلى القناطر الخيرية فى فبراير 2012.

وأضاف الأب أنه عندما تأخر نجله سأل عنه فقال له الأطفال زملاؤه إنه تم اختطافه، ثم تلقى الأب مكالمة هاتفية طلب فيها الخاطف مبلغ نصف مليون جنيه، ثم تم التفاوض بينهما على المبلغ حتى وصل إلى 200 ألف جنيه.

وقال الأب إنه أرسل سائقه «محمود»، وشهرته «زنجر» إلى الخاطفين فى المكان المحدد بالمبلغ أمام شيراتون النادى الأهلى، فأخذوا منه المبلغ والسيارة، ثم اتصلوا بالأب وأخبروه أن نجله يقف أمام نقطة شرطة الزاوية الحمراء.

وأضاف الأب: «استعدت نجلى وشكرت الله ثم توصلت المباحث لهوية الخاطفين، وذهلت عندما عرفت أنه وائل جارى»، وكشفت المباحث لغز الجريمة، حيث قام الضباط بمراقبة الاتصالات التى أجراها «وائل» فتبين أن أحد أفراد التشكيل العصابى أجرى مكالمة بالأب من هاتف «أم وائل»، وشقيقة المتهمين الآخرين، واكتشفت المباحث بمراقبة المتهم وائل أنه سدد جميع ديونه فى اليوم التالى لعودة محمد لوالده فتم استجوابه واعترف بارتكاب الواقعة بالاتفاق مع باقى المتهمين.
المتهمون

وأعدت المباحث عدة أكمنة لضبط المتهمين، ونجحت فى ضبط 3 منهم بينما ظل الرابع هارباً، كما حاول وائل نفسه الهرب إلا أنه تم ضبطه، وأمرت النيابة بحبسه، وباقى المتهمين بعد أن اعترف بأنه كان محاصراً بالديون ولم يتمكن من الحصول على المبلغ بأى وسيلة أخرى. وأكد الأب أن المتهم «وائل» كان صاحب مصنع بلاستيك وكان له مستقبل، إلا أنه لجأ للنصب على المواطنين واستدان منهم مبالغ كبيرة لم يتمكن من سدادها، وأنه خان الجيرة والعيش والملح ولم يراع حقوقى أو مشاعرى كأب، مشيراً إلى أنه قام بإجراء مكالمة هاتفية له من داخل السجن وقال له: «الحكم شديد عليا.. بس أنا أستاهل»، وطلب منه أن يسامحه على فعلته.