كشف مصدر بحملة المشير عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي، عن العديد من الأسرار التي تسيطر على حملته الانتخابية، وخاصة توكيل إدارة الحملة للدبلوماسي عمرو موسى، بعد وعود عديدة قد تلقاها من "السيسي" شخصيًا بإدارة الحملة.
حيث أشار المصدر إلى الصفقة التي تمت بين المشير وعمرو موسى، قبل تأسيس لجنة الخمسين لوضع الدستور بأيام قليلة، والتي على إثرها وكلت أيضًا رئاسة اللجنة للدبلوماسي المذكور.
وأضح أن الصفقة شملت محوريين أحدهما محلي والآخر دولي، حيث أن الشق المحلي والأول؛ جاء أهم ما فيه، هو ضمان تأييد رجال نظام مبارك للمشير، والذي يقابله "الأمان" من مؤسسات الدولة لفلول مبارك.
في السياق ذاته؛ فجر المصدر مفاجأة من العيار الثقيل؛ حيث كشف عن أن الإتفاق قد شمل أيضًا على أن "موسى" سيكون حلقة الوصل بين المشير وبين شخصيات بعينها، منها الملياردير الهارب "حسين سالم"، والفريق "أحمد شفيق"، بغرض تسهيل العملية السياسية في الفترة القادمة.
أما الشق الدولي؛ فجاء بعدة شروط، أهمها تحسين صورة المشير في الخارج، وتسليط الضوء على شعبية جارفة يمتلكها السيسي في مصر والدول العربية،وخاصة وأن موسى يمتلك العديد من العلاقات الدبلوماسية الجيدة بالمجتمع الغربي.
كما تم الاتفاق على إبراز إنجازات الحكومة الحالية، وطمس فكرة أن ما حدث في 3 يوليو الماضي انقلابًا عسكريًا، وترسيخ فكرة أنها ثورة شعبية حقيقية، وذلك من أجل كسب تأييد غربي وأجنبي للنظام الحالي.
وفي هذا الصدد؛ التقى "موسى"، وفداً من الهيئة الاستشارية للاتحاد البرلماني الدولي والذي كان يزور مصر بهدف تسليط الضوء وتشجيع مشاركة المرأة في العملية السياسية والانتخابات القادمة.
كما توجه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، وألقى خلال الزيارة الكلمة الرئيسية خلال المنتدى الذي ينظمه المعهد، حيث تحدث عن إعداد الدستور المصري والخطوات التي تتخذها مصر لتطبيق خارطة الطريق.
فيما التقى رئيس لجنة الخمسين، بسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكية، خلال زيارته عددا من المراكز البحثية الأمريكية، ولقاء عدد من الساسة وصناع القرار في الولايات المتحدة. وزار موسى الكونجرس، حيث التقى چون ماكين وزير الخارجية الأمريكي، وعددا من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، ثم استقبل بيل بيرنز، نائب وزير الخارجية؛ ودارت النقاشات حول العلاقات المصرية الأمريكية، والأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر وآفاق التعاون المشترك بين البلدين.
في النهاية؛ اختتم المصدر قوله، بأن إدارة حملة السيسي أو رئاسة لجنة الخمسين لوضع الدستور، لم يكونا المقابل الذي ينتظره "موسى" نظير مساعدته للمشير، بل أن هناك عائد أكبر وأوقوى، وهو "رئاسة البرلمان القادم"، وليس رئاسة الوزراء كما تردد مؤخرًا، وذلك بغرض السيطرة على الرأي الشعبي الجماهيري في الدولة، بجانب الرأي الحكومي.