26 أبريل الجاري قد يكون اليوم الفاصل فى مسيرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، فقد تواترت انباء عن رغبة الرئيس الفلسطيني أبو مازن فى التنحي وترك السلطة الفلسطينية خاصة بعد فشل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية وعدم قدرة الولايات المتحدة وارداتها على ادارة المفاوضات بشكل جيد.
ويتعرض أبو مازن إلى الكثير من الضغوط الدولية والداخلية على السواء فمن الداخل تعتبر حركة حماس وما تتعرض له عملية المصالحة من مشاكل تعترض طريقها وتشبث كلا من فتح وحماس بمواقفهم، أيضا قضايا الفساد التى تطال بعض قادة فتح وخاصة المعركة الهامشية التى نشبت بين أبو مازن ومحمد دحلان مسئول التنظيم بحركة فتح سابقا، ومن الخارج فقد تعرض أبو مازن إلى ضغوط كبيرة مارستها عليه الإدارة الأمريكية من أجل اتمام عملية المفاوضات ولكن تشبث نتنياهو بأرائه قد عرض عملية المفاوضات إلى الفشل.
فى ظل هذا الجو الملبد يأتي طرح اسم المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي كخليفة لأبو مازن، بل حتى أن ضغوط أبو مازن من أجل اتمام عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطيني فى السجون الإسرائيلية تأتى من أجل الافراج عن البرغوثى فهو كما يطلق عليه " مهندس الانتفاضة الأولى والثانية " وهو الرجل الذى قال عنه أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل " يؤسفني أنه تم إلقاء القبض عليه حيا فقد كنت أتمنى أن يأتيني رمادرا فى جرة "، ربما البرغوثى هو الشخصية الأبرز التى تتمتع بمصداقية فى الشارع االفلسطينى كما أنه الرجل الذى تثق فيه حركة فتح وحماس.
في البداية يقول السفير محمد صبيح مندوب فلسطين الدائم فى الجامعة العربية إن قرار اجتماع أبو مازن مع المجلس الثوري وقادة حركة فتح فى 26 أبريل الجارى سوف يتطرق إلى المشاكل والصعوبات التى تعترض مسيرة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وذلك بسبب التعنت الإسرائيلي وتعنت لرئيس الوزراء الإسرائيلي " نتنياهو"، فقد أدى التعنت الإسرائيلي إلى دفع الرئيس ابو مازن الى ان ينضم الى 15 منظمة واتفاق دولى من اجل اكمال عضوية فلسطين فى الامم المتحدة ، وقد أرسل أبو مازن خطابات إلى الحكومة الهولندية فى لاهاى من أجل الانضمام إلى ميثاق المحكمة الدولية والذى يتيح لفلسطين مقاضاة إسرائيل فى محكمة الجناية الدولية.
ويضيف السفير صبيح، بأن الضغوط الواقعة على أبو مازن قد تدفعه إلى التنحى عن الرئاسة ويعد الاسم الأبرز المطروح على الساحة هو إسم المناضل الفلسطينى" مروان البرغوثى"، واعتقد انه قد يكون الخليفة الاوفق والاقدر على قيادة الدولة الفلسطينية فى ظل حالة الغليان التى تشهدها منطقة الشرق الاوسط وهو يستطيع التعامل مع الحكومة الاسرائيلية ويتعامل مع حكومة الولايات المتحدة فى ظل حالة الارتباك التى تعانيها الادارة الامريكية، إن مروان البرغوثى يتمتع بأنه الرجل الأكثر شعبية بين صفوف الفلسطينين فى قطاع غزة وفى الضفة الغربية ويستطيع ان يجمع الفصائل الفلسطينية المتشابكة بما لديه من علاقات جيدة مع قادة حركة فتح وحركة حماس.
فيما يقول الدكتور محمد عثمان استاذ العلاقات الدولية جامعة الزقازيق ، ان ابو مازن يشعر بالخجل والاحباط نتيجة عدم استطاعته تحقيق المصالحة التى سعى اليها وايضا فى عهده حدثت اكبر فتنه عانت منها الفصائل الفلسطينية وحدث الانشقاق بين قادة فتح وقادة حماس ، ايضا السن قد يدفع بأبو مازن الى التنحى عن الرئاسة ، يأتى هذا التنحى فى ظل تشابك الوضع الدولى فالعلاقات الاسرائيلية الامريكية فى اسوء مراحلها وتشبث حكومة نتنياهو بعدم التراجع عن مواقفها يصيب عملية السلام فى مقتل ، وايضا انشغال مصر بشؤنها الداخلية وانكفاءها على نفسها يهدد القضية الفلسطينية ويجعلها على اطراف الطاولة رغم انها القضية الابرز فى المنطقة العربية .
ويضيف الدكتور عثمان، بأنه طرح اسم الثورى والمناضل " مرووان البرغوثى " كخليفة للرئيس ابو مازن قد يكون مصدر امل وعنوان تفاؤل ويعد تجديد فى السلطة الفلسطينية، فالبرغوثى يتمتع بأنه الرجل ذو شعبية كبيرة داخل قطاع غزة والضفة الغربية بما لها من مقومات سياسية فكما يقال عنه بأنه مهندس الانتفاضة والرجل ذو التوجه الوطنى، كما ان تعنت اسرائيل فى الافراج عن البرغوثى يصب فى مصلحة الرجل اذا انها تظهر قيمة الرجل وتعكس رؤية القيادة الإسرائيلية فى الخوف من البرغوثي.
مروان البرغوثى " خليفة أبو مازن " ومهندس الانتفاضة
يجرى حاليا طرح اسم مروان البرغوثي عضو حركة فتح والمحبوس فى سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 12 عاما كخليفة للرئيس ابو مازن وذلك بعد تسرب انباء مؤكدة عن نية الرئيس ابو مازن فى التنحي أواخر الشهر الحالي تارك السلطة لجيل جديد ، ويعد البرغوثي الاسم الابرز بما له من مقومات وشعبية بين الفلسطينيين تؤهله حتى يكون قائد وزعيم لكل الفلسطينيين.
ينظر الفلسطينيون إلى القائد المناضل مروان البرغوثي، أمين سر حركة فتح في فلسطين، المولود عام 1959 في قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله باعتباره مهندس الانتفاضة وعقلها المدبر ورمزاً للوحدة الوطنية ومقاومة الاحتلال...وفي سيرة الرجل، الذي قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون "انه يفضل موته على اعتقاله"، ما يكفي من الدلائل والبراهين على انه ولد بالفعل من اجل مقاومة الاحتلال.
لم يكن البرغوثي، الرابع في الترتيب بين عائلة من ستة أشقاء، قد بلغ الخامسة عشرة عندما اعتقله الجيش الإسرائيلي بتهمة المشاركة في تظاهرت مناهضة للاحتلال الإسرائيلي في بيرزيت ورام الله.
كانت تلك البداية الميدانية لرحلة نضال استمرت حتى اليوم اتسمت بالتزام ومثابرة استثنائيين لم تضعفهما سنوات الاعتقال المتواصلة ولا المنفى، بل انه استطاع تجاوز عقوبة إبعاده عن مقاعد الدراسة بأن حصل على الثانوية العامة داخل السجن، وأضاف إليها إتقانه اللغتين الإنجليزية والعبرية وتعلمه أسس الفرنسية.
وما أن انقضت سنوات السجن الطويلة الأولى بين عام 1978 وحتى أفرج عنه في مطلع العام 1983 حتى انتقل إلى جامعة يبرزيت ليحتل بسرعة رئاسة مجلس الطلبة فيها لثلاث دورات متعاقبة ويعمل أيضا على تأسيس منظمة الشبيبة الفتحاوية في الأراضي الفلسطينية، هذه المنظمة الجماهيرية التي تشكلت في مطلع ثمانينات القرن الماضي واعتبرت أكبر وأوسع وأهم منظمة جماهيرية تقام في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث شكلت القاعدة الشعبية الأكثر تنظيماً وقوة ولعبت دوراً رئيسياً في الانتفاضة الشعبية الكبرى التي انطلقت عام 1987 في الضفة الغربية وقطاع غزة.
راح البرغوثي، رغم مواصلة الجيش الإسرائيلي مطاردته وملاحقته ووضعه رهن الإقامة الجبرية أو قيد الاعتقال الإداري، ينكب على بناء ووضع لوائح ونظم هذه المنظمة بما في ذلك لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي التي انتشرت في جميع القرى والبلدات والمخيمات والمدن، وحركة الشبيبة الطلابية في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية ولجان المرأة للعمل الاجتماعي، وحركة الشبيبة العمالية وغيرها من الأطر التي أقيمت على أسس ديمقراطية.
تعرض البرغوثي للاعتقال والمطاردة طوال سنواته الجامعية حيث اعتقل عام 1984 لعدة أسابيع في التحقيق وأعيد اعتقاله في 1985 لأكثر من 50 يوما في التحقيق، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية في نفس العام ثم اعتقل إداريا في آب 1985عندها طبقت إسرائيل سياسة القبضة الحديدية في الأراضي المحتلة وتم من جديد إقرار سياسة الاعتقال الإداري والإبعاد، وكان البرغوثي السجين الأول في المجموعة الأولى في الاعتقالات الإدارية. في عام 1986 تم إطلاق سراحه وأصبح مطاردا من قوات الاحتلال إلى أن تم اعتقاله وإبعاده خارج الوطن بقرار من وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك اسحق رابين في إطار سياسة الإبعاد التي طالت العديد من القادة في الأراضي الفلسطينية.
عرض "أبا القسام" إلى أكثر من محاولة اغتيال على أيدي القوات الإسرائيلية ونجا منها، وعند اختطافه في 15/4/2002 وبرفقته احد مساعديه المناضل احمد البرغوثي "الفرنسي"، قال شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك "أنه يأسف لإلقاء القبض على البرغوثي حيا وكان يفضل إن يكون رمادا في جره "،أما شاؤول موفاز، وزير الدفاع الإسرائيلي فقد علق على الاختطاف بالقول "إن اعتقال البرغوثي هو هدية عيد الاستقلال التي يقدمها الجيش للشعب الإسرائيلي وان اعتقاله ضربة قاتلة للانتفاضة".الياكيم روبنشتاين المستشار القانوني للحكومة قال عنه " إنه مهندس إرهابي من الدرجة الأولى وقد راجعت ملفاته طوال ثلاثين عاما ووجدت انه من النوع الذي لا يتراجع ولذلك يتوجب إن يحاكم بلا رحمة وإن يبقى في السجن حتى موته".
وبتاريخ 20/5/2004 عقدت المحكمة المركزية في تل أبيب جلستها لإدانة القائد المناضل مروان البرغوثي، حيث كان القرار بإدانته بخمسة تهم بالمسؤولية العامة لكونه أمين سر حركة فتح، وبكونه مؤسس وقائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح. وقد طالب الادعاء العام بإنزال أقصى العقوبة بحق البرغوثي وطالب بإصدار حكم بسجنه ستة وعشرون مؤبدا.
موضوع: بعد فشله في المفاوضات هل سيكون "مهندس الانتفاضات" خلفا لأبو مازن؟؟ -f 
السبت أبريل 19, 2014 12:11 am
